لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
137007 مشاهدة print word pdf
line-top
قرب الله تعالى ومعيته لخلقه

يقول:
كذا لــه العـلـــو والفـوقيـــة
علـى عبــــاده بــلا كيفيـــة
ومــع هذا مطـلــع إلـيـهـــم
بعلـمــه مهيـمــن علـيهـــم
ما ذكر في القرآن والسنة من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذُكر من قربه ومعيته، فقد أخبر تعالى بأنه مع العباد؛ قال تعالى: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا أي: معهم بعلمه واطلاعه ورؤيته ومراقبته وهيمنته وتسلطه وتمكنه منهم، فهو معهم مع أنه فوقهم، وكذلك قوله تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى وكقوله: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ أي: عالم بكم، مطلع عليكم، يعلم أحوالكم، ويعلم أقوالكم، فدل ذلك على أنه مع عباده كما يشاء، بعلمه مهيمن عليهم.
وذكــره للقــرب والـمـعيــــة
لم ينـف للـعلــو والفـوقيــــة
ما ذكر في القرآن والسنة من علوه وفوقيته لا ينافي ما ذكر من قربه ومعيته، فإنه سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهو القريب في علوه، وهو العلي في دنوه.
هو علي مع كونه مع العباد يراهم، ويطلع عليهم، وهو القريب كما في قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ لما قالوا: يا رسول الله، أقريب ربنا فنناجيه؟ أم بعيد فنناديه؟ نزلت هذه الآية: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ واستنبط بعض العلماء كابن القيم من قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ لماذا لم يقل: إن رحمة الله قريبة؟ فذكر الجواب، وذكر أن رحمة الله تعالى قريبة، وأنه قريب، فقوله: قَرِيبٌ ليدل على أنه قريب، كأنه قال: إن الله قريب برحمته، ذكره للقرب والمعية لا ينافي ما ذكر في الكتاب من العلو والفوقية.
فإنـه العـلــي فــي دنــــوه
وهو القـريب جـل فــي علــوه
علي في دنوه يعني: في قربه، قريب في علوه هو العلي مع كونه قريبا من عباده:

line-bottom